فصل: إسحاق بن علي الرهاوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (نسخة منقحة)



.ابن بختويه:

هو أبو الحسين عبد اللّه بن عيسى بن بختويه، كان طبيبًا وخطيبًا من أهل واسط لديه معرفة، وكلامه في صناعة الطب كلام مطلع على تصانيف القدماء، وله نظر فيها ودراية لها، وكان والده أيضًا طبيباً.ولأبي الحسين بن بختويه من الكتب كتاب المقدمات، ويعرف أيضًا بكنز الأطباء، ألفه لولده في سنة عشرين وأربعمائة، كتاب الزهد في الطب، كتاب القصد إلى معرفة الفصد.
أبو العلاء صاعد بن الحسن من الفضلاء في صناعة الطب، والمتميزين من أهلها، وكان ذكيًّا بليغاً، ومقامه بمدينة الرحبة وله من الكتب كتاب التشويق الطبي، صنفه بمدينة الرحبة في رجب سنة أربع وستين وأربعمائة، زاهد العلماء هو أبو سعيد منصور بن عيسى، وكان نصرانيًّا نسطوريًّا وأخوه مطران نصيبين المشهور بالفضل وخدم زاهد العلماء بصناعة الطب، نصير الدولة بن مروان الذي ألف له ابن بطلان دعوة الأطباء، وكان نصير الدولة محترمًا لزاهد العلماء، معتمدًا عليه في صناعته، محسنًا إليه، وزاهد العلماء هو الذي بنى بيمارستان ميافارقين، وحدثني الشيخ سديد الدين بن رقيقة الطبيب إن سبب بناء بيمارستان ميافارقين هو أن نصير الدولة بن مروان لما كان بها مرضت ابنة له، وكان يرى لها كثيراً، فآلى على نفسه أنها متى برئت أن يتصدق بوزنها دراهم، فلما عالجها زاهد العلماء وصلحت، أشار على نصير الدولة أن يجعل جملة هذه الدراهم، التي يتصدق بها، تكون في بناء بيمارستان ينتفع الناس به، ويكون له بذلك أجر عظيم، وسمعة حسنة، قال فأمره ببناء البيمارستان، وأنفق عليه أموالًا كثيرة، وقف له أملاكًا تقوم بكفايته، وجعل فيه من الآلات وجميع ما يحتاج إليه شيئًا كثيرًا جدًا فجاء لا مزيد عليه في الجودة.
ولزاهد العلماء من الكتب كتاب البيمارستانات، كتاب في الفصول والمسائل والجوابات، وهي جزآن الأول يتضمن ما أثبته الحسن بن سهل مما وجده في خزانته رقاع وكراريس وأدراج وغير ذلك من المسائل والجوابات، والجزء الثاني على جهة الفصول والمسائل وجوابات أجاب عنها في مجلس العلم المقرر في البيمارستان الفارقي، كتاب في المنامات والرؤيا، كتاب فيما يجب على المتعلمين لصناعة الطب تقديم علمه، كتاب في أمراض العين ومداواتها.

.المقبلي:

هو أبو نصر محمد بن يوسف المقبلي، فاضل في صناعة الطب، من المتميزين فيها، والأعيان من أربابها، وللمقبلي من الكتب مقالة في الشراب تلخيص كتاب المسائل لحنين بن إسحاق.

.النيلي:

هو أبو سهل سعيد بن عبد العزيز النيلي، مشهور بالفضل، عالم بصناعةالطب، جيد التصنيف، متفنن في العلوم الأدبية، بارع في النظم والنثر ومن شعره:
يا مفدّى العذار والخد والقد ** بنفسي وما أراها كثيراً

ومعيري من سقم عينيه سقمًا ** دمت مضنى به ودمت معيراً

اسقني الراح تشف لوعة قلب ** بات مذ بنت للهموم سميرا

هي في الكاس خمرة فإذا ما ** أفرغت في الحشا استخالت سرورا

وللنيلي من الكتب اختصار كتاب المسائل لحنين، تلخيص شرح جالينوس لكتاب الفصول مع نكت من شرح الرازي.

.إسحاق بن علي الرهاوي:

كان طبيبًا متميزًا عالمًا بكلام جالينوس، وله أعمال جيدة في صناعة الطب، ولإسحاق بن علي الرهاوي من الكتب كتاب أدب الطبيب، كناش جمعه من عشر مقالات لجالينوس المعروفة بالميام في تركيب الأدولة بحسب أمراض الأعضاء من الرأس إلى القدم، جوامع جمعها من أربعة كتب جالينوس التي رتبها الاسكندرانيون في أوائل كتبه، وهي كتاب الفرق، وكتاب الصناعة الصغيرة، وكتاب النبض الصغير وكتابه إلى أغلوتن، وجعل هذه الجوامع على طريق الفصول وأوائل فصولها إلى حروف المعجم.

.سعيد بن هبة اللّه:

هو أبو الحسن سعيد بن هبة الّله بن الحسين من الأطباء المتميزين في صناعة الطب، وكان أيضًا فاضلًا في العلوم الحكمية مشتهرًا بها، وكان في أيام المقتدي بأمر اللّه، وخدمه بصناعة الطب وخدم أيضًا ولده المستظهر باللّه.
وقال أبو الخطاب محمد بن محمد بن أبي طالب في كتاب الشامل في الطب إن الطب انتهى في عصرنا إلى أبي الحسن سعيد بن هبة اللّه بن الحسين، وولد في ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وقرأ على أبي العلاء بن التلميذ، وعلى أبي الفضل كتيفات وعلى عبدان الكاتب، وألف كتبًا كثيرة طبية ومنطقية وفلسفية وغير ذلك، ومات ليلة الأحد سادس شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وأربعمائة، وعاش ستًا وخمسين سنة، وخلف من التلاميذ جماعة موجودين.
وحدثني الحكيم رشيد الدين أبو سعيد بن يعقوب النصراني أن أبا الحسن سعيد ابن هبة اللّه كان يتولى مداواة المرضى في البيمارستان العضدي، وأنه كان يومًا في البيمارستان وقد أتى إلى قاعة الممرورين لتفقد أحوالهم ومعالجتهم، وإذا بامرأة قد أتت إليه واستفتته فيما تعالج به ولدًا لها فقال ينبغي أن تلازميه بتناول الأشياء المبردة المرطبة، فهزأ به بعض من كان مقيمًا في تلك القاعة من الممرورين وقال هذه صفة يصلح أن تقولها لأحد تلامذتك ممن يكون قد اشتغل بالطب وعرف أشياء من قوانينه، وأما هذه المرأة فأي شيء تدري ما هو من الأشياء المبردة المرطبة، وإنما سبيله أن تصف لها شيئًا معينًا تعتمد عليه، ثم قال له بعد ذلك ولا ألومك في قولك هذا فإنك قد فعلت ما هو أعجب منه، فسأله عن ذلك، فقال صنفت كتابًا مختصرًا وسميته المغني في الطب، ثم إنك صنفت كتابًا آخر في الطب بسيطًا يكون على قدر أضعاف كثيرة من ذلك الكتاب الأول وسميته الإقناع، وكان الواجب أن يكون الأمر على خلاف ما فعلته من التسمية، فاعترف بذلك لمن حضره وقال واللّه لو أمكنني تبديل اسم كل واحد منهما بالآخر لفعلت، وإنما قد تناقل الناس الكتابين وعرف كل واحد منهما بما سميته به.أقول وكان أبو الحسن سعيد بن هبة اللّه موجودًا في سنة تسع وثمانين وأربعمائة لأني وجدت خطه في ذلك التاريخ على كتابه التلخيص النظامي، وقد قرأه عليه أبو البركات، ولسعيد بن هبة اللّه من الكتب كتاب المغني في الطب صنفه للمقتدي بأمر اللّه، مقالة في صفات تراكيب الأدوية المحال عليها في كتاب المغني، كتاب الإقناع، كتاب التلخيص النظامي، كتاب خلق الإنسان، كتاب في اليرقان، مقالة في ذكر الحدود والفروق، مقالة في تحديد مبادئ الأقاويل الملفوظ بها وتعديدها، جوابات عن مسائل طبية سئل عنها.

.ابن جزلة:

هو يحيى بن عيسى بن علي بن جزلة وكان في أيام المقتدي بأمر اللّه، وقد جعل باسمه كثيرًا من الكتب التي صنفها، وكان من المشهورين في علم الطب وعمله، وهو تلميذ أبي الحسن سعيد بن هبة اللّه، ولابن جزلة أيضًا نظر في علم الأدب، وكان يكتب خطًا جيدًا منسوباً، وقد رأيت بخطه عدة كتب من تصانيفه وغيرها تدل على فضله، وتعرب عن معرفته، وكان نصرانيًّا ثم أسلم، وألف رسالة في الرد على النصارى، وكتب بها إلى إليا القس، ولابن جزلة من الكتب كتاب تقويم الأبدان وصنفه للمتقدي بأمر اللّه، كتاب منهاج البيان في ما يستعمله الإنسان، وصنفه أيضًا للمقتدي بأمر اللّه، كتاب الإشارة في تلخيص العبارة وما يستعمل من القوانين الطبية في تدبير الصحة وحفظ والبدن، لخصه في كتاب تقويم الأبدان، رسالة في مدح الطب وموافقته الشرع، والرد على من طعن عليه، رسالة كتب بها لما أسلم إلى إليا القس وذلك في سنة ست وستين وأربعمائة.

.أبو الخطاب:

هو محمد بن محمد بن أبي طالب، مقامه ببغداد، وقرأ صناعة الطب على أبي الحسن سعيد بن هبة اللّه وكان متميزًا في الطب وعمله، ورأيت خطه على كتاب من تصنيفه قد قرئ عليه، وهو كثير اللحن، يدل على أنه لم يشتغل بشيء من العربية، وكان تاريخه لذلك في تاسع شهر رمضان سنة خمسمائة، ولأبي الخطاب من الكتب كتاب الشامل في الطب جعله على طريق المسألة والجواب في العلم والعمل، وهو يشتمل على ثلاث وستين مقالة.

.ابن الواسطي:

كان طبيبًا للمشتظهر باللّه، وكان عنده رفيع المنزلة، فاتفق أن أبا سعيد بن المعوج تولى صاحب ديوان واستقر عليه قرية مبلغها ثلاثة آلاف دينار، فوزن منها ألفي دينار، وبقي عليه ألف دينار، فسأل أنظاره بها سنة إلى أن يصل المستغل، فلما حل المبلغ نكبت الغلة والثمرة ولم يحصل له من ملكه ما يصرفه في ذلك.
وكان حاجبه وخاصته مظفر بن الدواتي، فأشار إليه بالمضي إلى ابن الواسطي الطبيب، ويقصده في داره ويسأله أن يخاطب الخليفة المستظهر باللّه في إنظاره إلى سنة أخرى إلى أن تدخل الغلة.
فلما نهض من الديوان أشار إلى أصحابه بالعود وأنه يريد أن يمضي إلى داره، فلما عادوا مضى هو والحاجب مظفر بن الدواتي، فحيث وصل استأذن عليه، فخرج وقبل يده وقال اللّه اللّه يا مولان ومن ابن الواسطي حتى يجيئ مولانا إلى داره؟ فلما دخل جلس بين يديه فأشار ابن المعوج إلى الحاجب مظفر، وقال له تصرف الجماعة للخلوة وتعود أنت بمفردك، فلما صاروا بالدهليز قال له تصون الباب، ففعل، فلما عاد قال له، أتقول للحكيم فيماذا أتينيا؟ فقال له الحاجب إن مولانا جاء إليك يعرفك أنه كان قد استقر عليه قرية مبلغها ثلاثة آلاف دينار وأنه صح منها ألفا دينار وتخلف عليه ألف دينار، وكان سأل الخليفة إنظاره إلى أوان الغلة فلم يتحصل له من ملكه في هذه السنة شيء، وقد أنفذ الديوان وضايق على ذلك، وقد رهن كتب داره على خمسمائة دينار، وهو يسألك أن تسأل الخليفة أن يؤخر إلى سنة أخرى بالباقي إلى حين أوان الغلة، فقال السمع والطاعة، أخدم وأبالغ وأقول ما يتعين، فنهض من عنده فلما كان من الغد عند نهوضه من الديوان صرف الحاشية على العادة، وقال يا مظفر نمضي إليه، فإن كان قد خاطب الخليفة سمعنا الجواب، وإن لم يكن خاطبه فيكون على سبيل الإذكار، فمضى إليه واستأذن عليه فأذن له وخرج إلى الباب وقبل يده مثل ودعا له، فلما دخل وجلس أخرج له خط الخليفة بوصول الخمسمائة دينار، وقال له هذه كتب الدار التي رهنها مولانا يقبلها من الخادم وكان قد استفكها من ماله، فشكره وقبض الكتب والخط وانصرف.
فلما جاوز الدهليز صاح بالحاجب مظفر، وأخرج له منشفة فيها جبة خارا وبقيار قصب وقميص تحتاني أنطاكي ولباس دمياطي، وفيه تكة ابريسم وصرة فيها خمسون ديناراً، وقال له أريد من إنعام مولانا يلبس هذه الثياب وأراها عليه وهذه الخمسون دينارًا برسم الحمام؛ وأعطى الحاجب جبة عتابي وعشرين ديناراً، وأعطى الدواتي جبة عتابي وخمسة دنانير، وأعطى الركابي دينارين، وقال اسأل مولانا أن يشرف الخادم بقبول ذلك، فمضى الحاجب بالجميع إلى ابن المعوج، وشرح له الحال فقبله منه.